وجه مفتي الجمهورية الجديد، د.شوقي علام، رسالة لمصريين دعاهم فيها للعمل، مؤكداً أن العمل فرض عين في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد حالياً.
جاء ذلك في كلمته الأحد 3 مارس، بالحفل الذي أقامته دار الإفتاء لتسليمه المنصب بحضور د.علي جمعة، المفتي السابق، وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء منهم د.نصر فريد واصل، المفتي الأسبق، ود.حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية، ود.محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء.
ووجه المفتي الجديد رسالة للمفتي السابق قال فيها: أتعبت من جاء بعدك، لن أقول لك إلا هذا فما نراه في هذه الدار وما تحقق فيها يجعل مهمة القادم أكثر صعوبة.
وأكد د.شوقي علام، أنه يخص الأخوة المسيحيين بكلمة مفادها:إننا شركاء في الوطن والتعاون لرفعته فريضة وطنية،مضيفا أقول للعالم أجمع:نمد أيدينا للجميع للحوار والتعاون وبالشراكة شريطة الاحترام المتبادل من أجل صالح البشرية.
وشدد في كلمته على عدم انتماءه لأي فصيل سياسي مؤكدا أن عالم الدين كالقاضي ملك للجميع ولا ينبغي أن يكون لفصيل دون غيره ولن أسمح لنفسي أن أكون كذلك،مشيرا على أنه أزهري وسطي وأن المؤسسة الأزهرية هي عنوان الوسطية التي هي ملك للجميع.
وقال إن هذا الاحتفال يؤكد على أن الوفاء للسابقين فريضة دينية وخصلة محمدية يجب أن تسود بين أفراد الأمة وأن ديننا علمنا أن الوفاء قيمة كبرى تضمن دوام التواصل بين الأجيال وإنني أدعو الله أن أكون وفيا لكل من سبقوني في هذا المنصب، خدمة لتراثهم وبناء على ما انجزوه،وأول من أخص بالوفاء والشكر هيئة كبار العلماء وعلى رأسها فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر علي جهودهم لخدمة الإسلام والبلاد والعباد.
وأضاف اعترف أمامكم ان ما وصلت إليه الدار من رفعة ورقي كان بعد توفيق الله بفضل جهود الفريق الرائع الذي قاده د. علي جمعة وأسأل الله أن يعينني لاستكمال هذه المسيرة وسنعمل علي الاستفادة من الخبرا ت والكوادر داخل الدار وأؤكد إننا بحول الله سنتعاون مع الجميع ونمد أيدينا لتظل دار الإفتاء محضنا لكل دعوات التعاون على الخير.
وشدد علي ضرورة التأكيد على دور الدار في بيان الاحكام الشرعية التي تحد من الفتاوى التي تحدث بلبلة في المجتمع والاسهام الفاعل لبث مزيد من الوعي لدى جماهير الأمة بهذا الأمر وكذلك العمل الدءوب على تصحيح المفاهيم الفاسدة التي تخلفها الفتاوى الشاذة على مجتمعنا وعلى وسطية الأزهر.
وأكد أن المؤسسة الأزهرية هي عنوان الوسطية التي تظل الجميع وهي ليست مجرد قيادة روحية وإنما قيادة فكرية قادرة على ضبط إيقاع المجتمع.
ودعا المفتي د. شوقي علام الإعلام للتعاون على الخير باعتباره فريضة وطنية على أن تكون الحقيقة هي عنوان هذا التعاون وأن يدرك مسئوليته وأن يراعي الله فيما يبث من أخبار وقال إن حديث عالم الدين في الشأن السياسي ،منطقة شائكة فعالم الدين كالقاضي لا ينبغي أن ينحاز لأحد.
وأكد د.علي جمعة أن الاحتفال يرسي قاعدة أن المؤسسية تعلو على الأشخاص وأن النجاح لا يعتمد على فرد وهو قرين العمل الجماعي وأنه يسلم الراية لأخيه د. شوقي عبد الكريم ليستمر الجهاد في طريق الهدف الأسمى وهو عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس في طريق الله.
وقدم الشكر لهيئة كبار العلماء قائلا:"شرفتني بعضويتها وسارت على الطريق الصحيح بإجراء ما اتفقنا عليه من انتخاب حر نزيه لا يري الا الكفاءة والقدرة والعلم والتقوي معيارا لاختيار المفتي الجديد حتي تستمر السيرة وتحسن المسيرة،فهذا تسليم الراية من جيل إلى جيل ، والازهر ملئ بالكفاءات ونملئ بالرجال وكلما وقعت الأمة في أزمة ولجأت الي الازهر لينجدها كان في نجدتها".
وقال:"إنني أريد أن أوصل كلمة الله للناس وأن أنقل هذا الدين ليسعدنا عن طريق العبادة والدعوة والعلم وهذا هو هدفنا جميعا وما تربينا عليه قبل المناصب وبعدها".
وأضاف:"سيدي المفتي لديك في الدار جيل ثان وجيل ثالث وأرجو من الله أن يوفقك لتربية جيل رابع، وأوجه كلامي للعاملين بالدار وأقول شكرا لكم وجزاكم الله خيرا ..حافظوا على ما انجزتموه لقد بنيتم مؤسسة أذهلت العالم واعترفت بها الأمم المتحدة فاستمروا على ذلك ..مؤسسة لم تري في اضطراب وقت الاضطراب ولا اعتراض في وقت الاعتراض..وأقول يا أهل مصر بلدنا هي خير البلاد..سافرنا لكل بلاد الدنيا فاشتقنا لمصر وعلمها وتاريخها وخيرها وأهلها وجوها وأرضها ولكل شئ فيها..هذا الوطن العزيز لا تفرطوا فيه أبدا..بلدنا ملئ بالخيرات فتعاونوا على الرو التقوى..هيا بنا نسير في سفينة واحدة ،فمن أراد أن يخرقها ضربنا علي يده،فنجونا جميعا وإن تركناه يفسد وإن كان على حق هلكنا جميعا.
وقال د.نصر فريد واصل،مفتي الجمهورية الأسبق أن رسالته لأبناء مصر جميعا هي أن يتوحدوا وأن يعتصموا بحبل الله جميعا وأن يتركوا الفرقة التي دبت بعد أن منَ الله علينا بهذه الثورة المباركة التي تحققت بالوحدة والسلمية وعندما دب الشيطان لأسباب سياسية ليفرق وحدتنا بدأنا نرى خلافا لما أراده الله من وحدة م وتمثل في النزاع الذي يؤدي للفشل وضياع أثر هذه الثورة المباركة.
وأكد د. حسن الشافعي إن الاحتفال ليس مجرد تسليم لراية الافتاء وإنما هو تعبير عن تراكم الخبرة والعطاء للدكتور شوقي علام يؤكد على أن ما نحصله من خبرة وما نكتسبه من علم وما نحققه من انجاز هو ليس ملكا لنا وإنما ملك للامة لا يملك أحد أن يضن به ونحن ميعا ملك لهذه الامة لا يمكن أن نتخلف عن أداء الخدمة فنحن لا نعمل لأشخاص ولا زمان ولامكان وإنما لله ثم لخدمة هذه الأمة.
وقد حضر الحفل لفيف من علماء الأزهر والإفتاء وعلى رأسهم الشيخ معوض عوض إبراهيم العالم الأزهري الكبير الذي يبلغ من العمر مائة عام والذي ألقى كلمة قال فيها:إنه يوم مبارك يسلم فيه دقيق العصر ومفتي كنانة الله في مصر د.علي جمعة أمانة الإفتاء مؤسسة ومفتيا للدكتور شوقي عبد الكريم ونسأل الله أن يسدد خطاه ليحفظ مستواها لما هو عليه وأن يزيد العطاء.
وفي نهاية الاحتفال قدم د.إبراهيم نجم هدية تذكارية باسم دار الإفتاء للمفتيين القديم والجديد ولهيئة كبار العلماء ممثلة في الدكتور حسن الشافعي.
وأكد د.محمد رأفت عثمان أن هيئة كبار العلماء اختارت المفتي الجديد بسبب كتاباته وبحوثه ومؤلفاته ومكانته العلمية وأن اختياره لم يكن عن طريق الحاكم وليس عن طريق حسني مبارك أو محمد مرسي أو عبد الناصر أو السادات وإنما من أكبر هيئة علمية ينظر إليها العالم كله بالاحترام .
