نور الايمان Admin
الساعة الان : عدد المساهمات : 979 نقاط : 1808 السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 14/11/2012 العمر : 34 الموقع : www.nour-imane.yoo7.com
| موضوع: عظماء الأدب الروسي : افاناسي فيت شاعر وجداني واقطاعي محافظ الأحد أبريل 07, 2013 9:02 am | |
|
افاناسي فيت (شينشين) شاعر واديب ومترجم روسي (1820 -1892). بدأت حياة افاناسي فيت من مأساة قاسية حين تزوجت امه السويسرية كارولينا شارلوتا من أ. شينشين النبيل الروسي والضابط المتقاعد. وبعد قليل انجبت شارلوتا ابنا اطلق عليه اسم افاناسي، حيث تباناه زوجها شينشين. وظهر بعد مرور 14 سنة انحداره غير الشرعي وغير الروسي ولم يتمكن افاناسي فيت من نيل الجنسية الروسية الا عام 1846. وكان يعانى من هذا الامر طيلة حياته وطرح امام نفسه هدف اثبات كونه نبيلا روسيا فبلغه في آخر المطاف. درس في اعوام 1838 – 1844 في كلية الاداب والفلسفة بجامعة موسكو. وصدر عام 1840 اول ديوان شعري له اطلق على “البنتيون الوجداني”. ومنذ عام 1842 كانت اشعاره تنشر بشكل منتظم في شتى المجلات الادبية الروسية. ووصف فيساريون بيلينسكي الناقد الروسي المشهور أفاناسي فيت بانه اكثر شعراء موسكو موهبة. الضابط الروسي افاناسي فيت تطوع الشاعر الواعد عام 1845 للخدمة العسكرية في الجيش الروسي برتبة ضابط صف سعيا للترقي الى رتبة ضابط ، وذلك بغية الحصول على لقب نبيل روسي. وانتقل عام 1853 الى فوج مرابط بالقرب من العاصمة، الامر الذي ساعده في اقامة علاقة مع ادباء بطرسبورغ. في عام 1850 صدر الديوان الثاني للشاعر وتلاه الديوان الشعري الثالث الذي لفت نظر النقاد وعشاق الشعر. في عام 1858 تقاعد افاناسي فيت دون ان ينال لقب النبيل فاشترى قطعة من الارض كي يشغل نفسه بالزراعة وتخلى عن نظم القصائد وبدأ في كتابة المقالات في المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والتقارير الصحفية والقصص في موضوع الريف. ووجد القارئ ان نثره يختلف تماما عن شعره. فاذا اتبع شعر فيت التقاليد الرومانسية فان نثره حمل طابعا واقعيا بحتا. في عام 1873 اصدر القيصر الروسي مرسوما يقضي بمنح افامناسي فيت لقب النبيل الروسي، الامر الذي هيأ ارضية لانتقاله الى نظم الشعر مجددا . مع مرور الوقت تحول افاناسي فيت من عسكري فقير الى اقطاعي ثري. وبدأ بممارسة النشاط الخيري واقامة الامسيات الادبية الخيرية لمساعة الفقراء والمحتاجين. ويبدو انه كان يمكن ان يرتاح بحياته. لكن كونه نبيلا واقطاعيا لم يجعله سعيدا. ولاحظ الكاتب الروسي ايفان تورغينيف هذا المنعطف في حياة افاناسي فيت قائلا بسخرية” : كنتَ تمتلك اسما لكونك فيت، اما الآن فليس لديك الا لقبا فخريا”. وكان فيت يفصل فصلا قاطعا بين النثر والشعر باعتبار النثر لغة للدنيا. اما الشعر فكان يصفه بانه لغة للنفس الابدية السامية. وكان فيت آنذاك يشكو من عزلة تحيط به قائلا :” ابرد مثل الارض في موسم الخريف”. لكن الوحي زاره في المرحلة الختامية لحياته الطويلة التي شهدت نهضة في ابداعه الشعري حين اصدر ديوانا شعريا يدعى “أضواء مسائية”. وكان فيت في هذه المرحلة يقوم بترجمة اعمال الشعراء والفلاسفة الاجانب وقد حاز على جائزة بوشكين لقاء ذلك. واعتاد الجمهور على الفصل بين افاناسي فيت الشاعر الوجداني الرومانسي وأفاناسي فيت الاقطاعي الروسي المحافظ ومؤلف المقالات الاقتصادية والاجتماعية. لكن القارئ ما زال يحب فيت الرومانسي وروائعه الشعرية الوجدانية . وكانت بعضها تخلو احيانا من افعال مثل احدى قصائده وهي دون عنوان: “همسة وهبة خفيفة، وترانيم بلبل، والفضة، وخريرجدول نائم، وضوء الليل والظلال، والظلال الى اللانهاية، وتقلبات ساحرة للوجه العزيز، وارجوان الورد في سحاب رمادي، و لمعة الكهرمان، وقبلات ودموع وقدوم الفجر”. تخلو هذه القصيدة من الافعال تماما كما قيل، لكن وصف الفضاء يجعلنا نحس بتحليق الزمن. الفيلسوف الالماني شوبنهاور اشتهر فيت باشعاره في موضوع الطبيعة الروسية وتعيش في مشاهده الطبيعية الشعرية كائنات حية مثل البلبل والنسر والتمة وما الى ذلك. ويعتبر رسم شاعرية الطبيعة الروسية صفة مميزة لشعر افاناسي فيت. ثمة ميزة اخرى في شعره وهي تصوير مأساوية الحب والتركيز على لمحة ما في البورتريه النفسي لدى رسم الشعور الوجداني. ولع افاناسي فيت في المرحلة الاخيرة بفلسفة الالماني شوبنهاور ( 1788 – 1860 م) وحتى ترجم بعض مؤلفاته الى الروسية ويشعر القارئ في بعض قصائد فيت بتأثير هذا الفيلسوف المشهور. توفي افاناسي فيت في 3 ديسمبر/كانون الاول عام 1892 في موسكو. اعداد وترجمة يفغيني دياكونوف. | |
|